مكتبة سيلسوس من العصور القديمة فى تركيا
محتوى المقالة
أهمية مكتبة سيلسوس:
تعتبر مكتبة سيلسوس أحد أهم المواقع الأثرية في العالم، وهي مبنى روماني قديم في أفسس. حيث تقع في مقاطعة إزمير بغرب تركيا. تعتبر هذه المكتبة من أهم الآثار الرومانية في تركيا ومن أبرز المكتبات القديمة التي عرفتها الإنسانية. إنها تشكل جزءًا هامًا من تاريخ الثقافة والمعرفة الإنسانية، حيث حافظت على مجموعة ثقافية ضخمة وأرشيف هائل من المعرفة عبر العصور. في هذه المقالة، سنتناول قصة مكتبة سيلسوس وأهميتها الثقافية والعلمية.
تاريخ مكتبة سيلسوس:
تأسست مكتبة سيلسوس في القرن الثاني الميلادي في مدينة أفسس (تقع اليوم بالقرب من مدينة سلجوق الحديثة) التي كانت عاصمة المقاطعة الرومانية سيليسيا. وقد اعتبرت المكتبة وقتها من أكبر المكتبات في العالم الروماني، وتمتاز بعدد هائل من الأسفار والمخطوطات القيمة. كانت تضم أعمالًا أدبية وفلسفية وعلمية ودينية وتاريخية، وتعتبر مرجعًا ثقافيًا رائدًا في عصرها.
التصميم المعماري والهندسي:
هيكل المكتبة:
كانت مكتبة سيلسوس تقع داخل معبد لإلهة الحكمة “سيليسيا”، وهذا ما أدى إلى اسم المكتبة. كان هيكل المكتبة ذو طابقين، حيث يوجد طابق سفلي وطابق علوي. تم تصميم الهيكل بطريقة مبتكرة تسمح بتدفق الهواء والضوء الطبيعي بالتساوي، مما أدى إلى الحفاظ على المخطوطات بشكل جيد على مر الزمن.
المخطوطات والأعمال الفنية:
تحوي مكتبة سيلسوس على ما يزيد عن 20000 مخطوطة ونص تاريخي، بالإضافة إلى عدد هائل من اللوحات والنقوش والأعمال الفنية القيمة. تتنوع المخطوطات بين الأعمال الفلسفية والطبية والعلمية والدينية، وتشمل أعمالًا للفلاسفة والعلماء البارزين في تلك الفترة. من بين الكتب الشهيرة التي وجدت في المكتبة: “تلمود يرمياهو” و”سفر عهدي واشط” و”أوسانس بوك” وغيرها الكثير.
دور المكتبة في نشر المعرفة:
تعتبر مكتبة سيلسوس مركزًا هامًا لنشر المعرفة في العصور القديمة. كانت المكتبة مركزًا ثقافيًا حيويًا حيث يلتقي العلماء والفلاسفة والأدباء لمناقشة الأفكار وتبادل المعرفة. لقد جذبت المكتبة العديد من العلماء الشهيرين، مثل “جالينوس” و”إبيديميا” و”أنطونيوس دايانا” وغيرهم، الذين ساهموا في نشر المعرفة وترجمة النصوص إلى اللغات المختلفة.
حفظ ميراث مكتبة سيلسوس:
بالتعاون مع الجهات الثقافية والتاريخية في تركيا والعالم، تعمل الحكومة التركية على حماية مكتبة سيلسوس والحفاظ على تراثها الثقافي. تُنظم العديد من الفعاليات الثقافية والعلمية في المكتبة لنشر الوعي بأهمية المعرفة والثقافة، وتُنظم جولات سياحية وزيارات للمساهمة في تعزيز الوعي بتراث البشرية.
في الختام
في النهاية، تظل مكتبة سيلسوس تحفة فنية وثقافية ترمز للتقدم الإنساني والإبداع الفني والثقافي في العصور القديمة. تمثل هذه المكتبة موروثًا تاريخيًا هامًا يجب الحفاظ عليه وترويجه للأجيال الحالية والمستقبلية. إن زيارة مكتبة سيلسوس تُعَدُّ تجربة ثقافية وتاريخية مميزة، تأخذنا في رحلة عبر الزمن لاكتشاف جمال الفن وروعة الحضارات التي ازدهرت في هذه المنطقة الفريدة.